فاكهة الشِّتاء عند الحمويِّين
قد يتبادر إلى الذِّهن أنَّ (النَّار) هي فاكهة الشِّتاء عند الحمويِّين وعند غيرهم مصداقًا للمثل الشَّعبيِّ القائل: (النَّار فاكهة الشِّتا والْما يصدِّق يصطلي) فالنَّار في الشِّتاء تمنح الدِّفء للأجسام في أيَّام البرد الشَّديد القارس، كما تمنح الإنسان البهجة والسُّرور وهو يتحلَّق مع أفراد أسرته حول المدفأة، يتبادلون الأحاديث الممتعة المسلِّية في ليالي الشِّتاء الطويلة.
غير أنَّ هذا التحلُّق حول المدفأة ارتبط في أذهان الحمويِّين بأنواعٍ من الحلويَّات كانت تطيب للنُّفوس في هذا الفصل الممطر البارد، منها (المشبَّك والعوَّامة والسَّيَّالات والشِّلِّق والقطايف بنوعيْها العصافيري والعادي) وهي ما تحدَّثت عنه في منشور سابق، كما كان هذا التحلُّق يطيب بأنواعٍ من الفواكه الشَّتوية من أبرزها (البرتقال والكلمنتينا واليوسف أفندي) هذه الفواكه المفعمة بفيتامين المنشِّط للجسم بشكلٍ عامٍّ (سي).
ولقد كانت رائحة قشر البرتقال المشوي على (الصوبا) بالإضافة إلى رائحة الخبز المقمَّر على النَّار تنعش النُّفوس، وتبعث على السَّعادة عند الأطفال خاصَّة.
ويطيب لي أن أضيف اليوم فاكهة (الكستناء) التي يطلق عليها أيضًا اسم (أبو فريوة) فلا ألذَّ منها ولا أشهى وهي تشوى على النار، وهي معروفة بفوائدها الكثيرة، وقيمتها الغذائيَّة العالية، فهي غنيَّة بالعديد من العناصر الغذائيَّة: كالبوتاسيوم، والكالسيوم، والعديد من الفيتامينات كفيتامين: "أ" و "ب" و "سي" وغيرها.
كما تعدُّ من مصادر الدُّهون غير المشبعة المفيدة جدًّا لتعزيز صحَّة القلب والشَّرايين، بالإضافة إلى كونها مصدرًا غنيًّا للألياف الغذائيَّة.
وقد اشتهرت الكستناء بتصنيفها في قائمة المكسَّرات، وهي معروفةٌ بكونها مصدرًا للألياف والبروتينات والدُّهون غير المشبعة ومضادات الأكسدة المفيدة للجسم، ومن فوائدها الصِّحِّيَّة بشكلٍ عامٍّ خسارة الوزن، وخفض مستويات الكولسترول في الدم، والمحافظة على توازن السَّوائل في الجسم، والسَّيطرة على مستويات ضغط الدم، وتنظيم معدَّل ضربات القلب، ويجعل لها محتواها الجيِّد من الحديد دورًا في مكافحة فقر الدَّم وتكوين الهيموجلوبين، وكريَّات الدَّم الحمراء، وتقوية المناعة وحماية الخلايا.
هذا ما وجدته عن فوائد الكستناء في موقع (ويب طب) الذي أثق فيه عادةً.
وقد ذكرت فوائد أخرى لها لمرضى السكر وغيرهم في مواقع أخرى، نترك مصداقيتها للمتخصِّصين في مجال التغذية، لكن لا ينصح بأكلها نيئة على أيِّ حالٍ لما يمكن أن تحتويه من السُّموم، فلا أشهى في فصل الشِّتاء من وجبة خفيفة من الكستناء المشوية، نغذي بها أجسامنا ونقوي مناعتنا لنواجه أمراض البرد بأنواعها الشائعة.
بقلم: محمد عصام علوش