صورة جميلة ملتقطة من احدى شرفات قصر الطيارة الكائن ضمن حي الكيلانية في مدينة حماة.

طلعة أم عبد المالك

وهي بالأصل طلعة آل مراد آغا، ثم اصبح اسمها طلعة ام عبد المالك، عندما سكنت فيها ام عبد المالك عام 1963 تقريبا، وهي طلعة موازية لشارع العلمين وتقع خلفه من جهة الغرب من حي (لعلاونة) حيث كانت عيادة الدكتور وجيه البارودي ومحلات كميل (شيفة) بياع البوظة، ثم صالون زغلول الحلاق، وتنتهي بالفراية وتبدأ بدرج حجري عريض ينتهي بقنطره حجرية ومدرسة ابتدائية، وقد تهدمت مع الايام حتى تصل الى خان الراعي الذي تهدم ايضاً ولها عدة تفرعات باتجاه العلاونة والفراية ومن سكانها آل مراد آغا والريس وكزكز وخميس وغيرهم. 

اما الحديث عن ام عبد المالك التي سميت الطلعة باسمها، فرغم ان هذا حديث شرحه يطول، ان ام عبد المالك هي امرأه فاضلة كانت ( تسعى وتعمل ) على فك المربوط وكشف المستور ومعرفة السارق وايجاد المفقود وتزويج العانس وشفاء المريض - بإذن الله - مع انها كانت هي نفسها تذهب لعند الطبيب عندما تمرض ولكنها لم تكن تقوم باي عمل فيه ايذاء واثارة المشاكل والخلاف بين الناس بل على العكس كانت تسعى لتبسيط الامور وتهدئة النفوس. 

والحجة خديجة ام بدر كان الاسم الحقيقي لأم عبد المالك، وكان لها زوج واولاد واحفاد وهم من كرام الناس و يقال ان مالك هو اسم من خاواها من الجن، وكان لها شهرة كبيرة فكان النسوان يقصدونها من جميع البلدان حتى من العراق والاردن ولبنان. 

وكانت لطيفة المعشر جميلة المنظر وسمحة و كريمه تعطي المحتاج وتغيث الملهوف و ذات قلب رقيق لا كما يظن ويتخيلها بعض الناس، حتى كان البعض يخوف اولاده الصغار بها، ومما يدل على اخلاقها وشفقتها ورحمتها بالاطفال انها رأت احد الايام في الطريق امرأه تضرب طفلها بشدة والطفل يبكي وينوح، فنهرتها ام عبد المالك، فقالت لها المرأة ان اباه قد طلقها وليس لها قدره على تربيته، فأخذته ام عبد المالك لعندها بمعرفة اهله وموافقتهم وقامت بتربيته والعناية به حتى كبر وتزوج. 

حجت ام عبد المالك عدة مرات وحججت معها الكثير من اقربائها ومعارفها وعلى حسابها، وكانت توزع الهدايا و ( الارمغان ) على الاطفال القادمين مع اهاليهم للسلام عليها. 

توفيت ام عبد المالك - رحمها الله -  ومازال اهل حماة وخاصة النسوان يذكرونها كلما ضاع لهم ولد او سرق من عندهم غرض او لم تحمل لهم بنت او عنست عندهم صبيه او اختلفت كنه مع حماية فيقولون: وينك يا ام عبد المالك .. الله يرحمك يا ام عبد المالك. 

وختاما  مالنا الا كتاب الله الحكيم ..

قل لا أملك لنفسي ضراً ولانفعاً إلا ما شاء الله ..

قل لو أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ..

والله اعلم بما في نفوسكم ..

والله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور .. فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه و الذين هم به مشركون ... صدق الله العظيم.

بقلم: محمد أيهم الطبشي