توثيق الصورة رقم ( 1 )
الصورة في اتجاه الجنوب الغربي نحو تل الباشورة.
جهة الشمال على يمين الناظر، وجهة الجنوب على يسار الناظر.
وان اتجاه جريان العاصي في هذه الصورة يكون من الجنوب الى الشمال نحو حي باب الجسر.
الصورة رقم ( 1 ) تشمل مايلي :
أولاً: جسر الكيلانية
أو جسر بيت الشيخ ، أو جسر الملك الأفضل محمد ، وهي أسماء لجسر واحد.
يصل جسر الكيلانية بين ضفتي النهر (السوق و الحاضر).
يمتد جسر الكيلانية شرقاً نحو ضفة النهر اليمنى (منطقة الحاضر الكبير) ، ويمتد غرباً نحو ضفة النهر اليسرى (منطقة السوق).
عند طرفه الشرقي ( للجسر ) يقع مدخل حي الكيلانية ( القبوالأزج ) أو البوابة الرئيسية الغربية.
وعند طرفه الغربي ( للجسر ) طريق يمتد من الشرق الى الغرب ... يقع أمام الواجهة الشمالية للجامع النوري ... ويعتبر هذا الطريق الحد الفاصل بين حي السعادة وحي الطوافرة.
يتألف جسر الكيلانية من خمس قناطر ونصف القنطرة ، وهو جسر قديم معقود بصم الحجارة ، وقد رصفت ارضه بالحجارة البازلتية بطريقة الغرز.
يبلغ طول الجسر 40 متر و عرضه 5,40 متر.
يوجد على جانبي الجسر حاجز حجري يطلق عليه في حماة مصطلح (الصفة).
يبلغ ارتفاع الصفة ( 80 ) سم، وعرضها ( 50 ) سم تقريباً.
كما يوجد على جانبي الجسر رصيف لايتجاوز عرضه ( 1 ) م
وارتفاعة عن سوية أرض الجسر لاتتجاوز ( 10 ) سم.
ثانياً: الجامع النوري
بناه الملك نور الدين محمود زنكي بن آق سُنقر سنة ( 1162 ) ميلادية ، ( 558 ) هجرية
على أنقاض دير ( قزما )
يعتبر الجامع النوري أهم آبدة عمرانية من العهد الزنكي.
لقد مضى على إنشاء الجامع ( 857 ) سنة.
يقع الجامع في أروع مكان بمدينة حماة ، يطل الناظر من نوافذه وسطحه على بقعة غناء سحرية وهو يتمتع بموقع طبيعي وأثري وسياحي.
الحدود الجغرافية للجامع النوري :
- من الشرق نهر العاصي و حي الكيلانية الذي يقع على ضفة النهر المقابلة ( الحاضر ).
- من الغرب امتداد شارع ابي الفداء.
- من الشمال حي بستان السعادة.
- من الجنوب البيمارستان النوري (مستشفى)، مطعم السلطان سابقاً.
تنتصب مئذنة الجامع في الزاوية الشمالية الغربية من بناء الجامع وهي مربعة الشكل ، وفي جذعها نوافذ وقمريات للإضاءة، تتناوب في بنائها مداميك الحجارة السوداء والبيضاء محدثة أشكالاً هندسية بديعة.
تتدلى المقرنصات من أسفل الشرفة المثمنة التي يزينها ( درابزون ) خشبي، وتغطي هذه الشرفة مظلة مثمنة.
تتوضع قباب الجامع النوري فوق الجناح الشرقي ( الروشن ) وعددها ( 7 ) سبع قباب ، وهذه القباب متباينة في الشكل والحجم.
يتألف ( الروشن ) من مستطيل أبعاده ( 15.5× 10 ) م.
لقد أنشأ الملك أبي الفداء هذا الجناح ( الروشن ) ليكون معهداً علمياً ودينياً ، وكان له أوقاف تكفيه.
ورد في كتاب ديوان الشيخ طاهر النعسان :
(كنا نمكث على سطح الجامع النوري من الجهة الشرقية ... في الليالي المقمرة ... والمناظر هنا للرائي فتنة تجذب اليها الانسان جذباً من المحال ان يمر بها الانسان مروراً دون أن توقفه وتستوقفه وهؤلاء الفتية الذين يلتفون حولنا هم الطلاب في الجامع النوري).
... انتهى ...
والمقصود هنا من كلمة (طلاب) هم طلاب العلم المقيمين في الزاوية المرتضائية، حيث كان على سطح الجامع غرف لإيوائهم وهذه الغرف كانت فوق الجناح الغربي.
ولد الشيخ طاهر النعسان في حماة عام 1887 م ، وتوفي رحمه الله عام 1961 م في مدينة حماة.
بدأ العهد الزنكي في حماة سنة ( 523 ) هجرية.
انتهى العهد الزنكي في حماة سنة ( 570 ) هجرية.
دام العهد الزنكي في حماة ( 47 ) سنة فقط.
حكم حماة الملك عماد الدين زنكي بن آق سُنقر الذي توفي سنة ( 541 ) هجرية.
فخلفه ابنه نور الدين محمود ( الشهيد ) الذي توفي سنة ( 569 ) هجرية.
فورثه ولده الملك الصالح اسماعيل.
ثالثاً: حي بستان السعادة
هذا الحي العريق بأهله يضم حمام السلطان ودار السعادة وكانت تقع بجانب الحمام، وكلاهما من مشيدات العهد الأيوبي.
يمتد حي بستان السعادة من الجنوب الى الشمال على طول السفح الشرقي لقلعة حماة حتى حدود حي باب الجسر.
رابعاً: حي الطوافرة
يضم هذا الحي العريق بأهله الجامع و البيمارستان و السيباط النوري ، وجميعهم من مشيدات العهد الزنكي.
أنشأهم نور الدين محمود زنكي بن آق سُنقر ، كما يضم الحي عدة معالم عمرانية وأثرية مثل قصر العظم ( متحف حماة ) وعلى العديد من القصور والدور وحمام العثمانية ومسجد المصلى ومسجدالخانقاه ( الخانكاه ) وطاحون المظفرية أو طاحون المسرودة أو طاحون الأرامل.
كما يضم الحي عدد ( 3 ) نواعير تقع عند الطرف الجنوبي للحي ، وهي :
- ناعورة المأمورية، ثاني أكبر ناعورة على العاصي من منبعه حتى مصبه.
- ناعورة العثمانية.
- ناعورة المؤيدية، أصغر ناعورة على العاصي من منبعه حتى مصبه.
خامساً: الزاوية المرتضائية
بناء جميل ملاصق لواجهة الجامع النوري الشمالية ، يتألف من طابقين ، وفي الطابق العلوي شرفة ( مشربية - كشك ) مصنوعة من قضبان الخشب الرفيعة ، يرى الناظر من هذه الشرفة قلعة حماة الشامخة وحي بستان السعادة وحي الكيلانية.
ينسب مبنى الزاوية المرتضائية الى المرحوم محمد مرتضى الكيلاني ابن نجيب ، جد محمد مرتضى الكيلاني ، آخر نقيب أشراف بحماة الذي توفي عام 1971 م.
للزاوية مئذنة صغيرة مربعة تقع أمام مئذنة الجامع النوري من جهة الشرق ... أُزيل مبنى الزاوية المرتضائية في الربع الثاني من القرن العشرين.
سادساً: النواعير
في هذا المكان اجتمع جمال الطبيعة، أحياء عريقة وقصور فخمة وجامع وحمام وجسر والعاصي والنواعير
أنى مشيت فجنةٌ وخمائل
أو أين سرت فأنهرٌ وجسورُ
أي المناظر من حماة أصطفي
وإلي كل بالجمال يشير
ان السعيد من عرف سلطانة المدن أيام صفاها، وعرف متعة النظر الى العاصي الذي جعل من سلطانة المدن ربيعاً لا ينتهي.
وقد اكتظت البساتين على طول مجراه، وهو يناغي الصفصاف والحور والكينا.
إن السعيد من نام على صوت النواعير ثم استيقظ على لحنها التي تشدو بصوتها الشجي أنشودة الدهر ولحن الخلود.
يوجدأمام الواجهة الشرقية للبيمارستان النوري عدد ( 3 ) نواعير على طرف سد واحد (حاجز مائي).
وهذه النواعير هي :
- ناعورة الجعبرية الكبرى ، ومن قبل (المرستان).
- ناعورة الجعبرية الصغرى ، أوالوسطانية.
- ناعورة الصهيونية ، نسبة الى الشيخ محمد بن محمد الخطيب، الشهير بابن صهيون.
اذا دققنا النظر الى هذه النواعير نجد ان ناعورة الجعبرية الصغرى كانت مفقودة فترة من الزمن، وقد أعيدت عام ( 1981 - 1983 ) م.
كما نجد أنبوب معدني وقد ارتكز احد طرفيه على قمة برج ناعورة الجعبرية الكبرى (النقير) ، اما طرفه الآخر فقد ارتكز على سطح الجامع.
وضع هذا الانبوب المعدني بعد هدم الجناح الشرقي للبيمارستان لضمان وصول مياه العاصي بواسطة ناعورة الجعبرية الكبيرة الى الجامع وسبيل النوري وحمام السلطان حيث قناة الماء (الساقية) التي كانت فوق سطح الغرف الشرقية للبيمارستان تهدمت.
هذه القناة ( الساقية ) المكشوفة كانت تمتد من الجنوب الى الشمال على طول الواجهة الشرقية للبيمارستان والجامع.
ملاحظة: تهدمت غرف البيمارستان الشرقية في أوائل القرن العشرين كما تهدم معها السيباط الذي كان يحملها.
سابعاً : السوق التجاري
يقع السوق أمام الواجهة الشمالية للجامع النوري بين الجامع وقصر المرحوم أشرف الكيلاني، سوق صغير يضم عدة دكاكين كانت موزعة على جانبي الطريق الذي يلي الجسر من طرفه الغربي، تظللها صفائح التوتياء التي تحملها عوارض خشبية.
تنقسم هذه الدكاكين الى قسمين :
الأول: قسم من الدكاكين يقع بالصف الشمالي، أو على يمين المتجه غرباً نحو القلعة، وبين دكاكين هذا الصف يوجد زقاق ضيق يؤدي الى قصر المرحوم أشرف الكيلاني (دار عربية)
كما يؤدي الزقاق الى حمام السلطان والى ساحة رحبة تقع بين القصر والحمام.
الثاني: قسم من الدكاكين يقع بالصف الجنوبي، أو على يسار المتجه غرباً نحو القلعة، وهذه الدكاكين كانت ملاصقة لواجهة الجامع الشمالية، وبين دكاكين هذا الصف يقع السيباط النوري الذي يمتد من الشمال الى الجنوب نحو قصر العظم ( متحف حماة ).
كما يقع السبيل النوري تحت درج الباب الشمالي للجامع.
وقد ضمت هذه الدكاكين بصفيها الشمالي والجنوبي عدة مهن هي :
- قصاب عدد 2
- حلاق عدد 1
- خباز عدد 1
- مبيض نحاس عدد 1
- مصلح دراجات نارية عدد 1
- بائع خضار وفواكه عدد 2
- سمانة (دكنجي) عدد 2
ثامناً : قصر المرحوم أشرف الكيلاني (دار عربية)
مؤلفة من طابقين تقع ضمن حي بستان السعادة بين الجامع النوري وحمام السلطان، أو خلف دكاكين الصف الشمالي للسوق تعود ملكيتها للمرحوم (أشرف الكيلاني).
لقد ضمت واجهته الشرقية المطلة على العاصي مباشرة شرفة مظللة وبارزة تحملها عوارض خشبية قوية.
يحيط بالشرفة حاجز (درابزون) من الخشب وقضبان الحديد، يستطيع الجالس في هذه الشرفة ان يرى العاصي و قصرالطيارة الحمراء وجسر وناعورة الكيلانية ، وأن يرى عاصي ( السقاية ) أو عاصي ( الحمير ) الذي يقع شمال الجسر بين حي بين الحيرين وحي بستان السعادة عند انعطاف النهر غرباً نحو منطقة باب النهر.
توثيق الصورة رقم ( 2 )
صورة جميلة ملتقطة من احدى شرفات أو شبابيك الواجهة الغربية لحي الكيلانية.
الصورة في اتجاه الشمال الغربي نحو القلعة وحي باب الجسر.
جهة الشرق على يمين الناظر، وجهة الغرب على يسار الناظر.
وان اتجاه جريان العاصي في هذه الصورة يكون من الجنوب الى الشمال نحو حي باب الجسر.
تشمل هذه الصورة مايلي :
أولاً : حمام السلطان
يقع حمام السلطان ضمن حي بستان السعادة أمام الواجهة الشمالية للجامع النوري مسافة ( 100 ) م تقريباً.
هذا الحمام من مشيدات العهد الأيوبي.
باب الحمام يتجه للجنوب نحو جامع النوري، وفي واجهة الحمام الشرقية عدد ( 3 ) شبابيك تفتح على العاصي، ويستطيع الجالس في قسم الحمام البراني أن يرى من خلال تلك الشبابيك العاصي وقصر الطيارة الذي يقع على الضفة المقابلة (الضفة اليمنى من النهر) منطقة الحاضر الكبير.
والجدير ذكره جرن حمام السلطان ... هذا الجرن من الرخام قطعة واحدة ... له حواف ( أضلاع ) اثنتا عشرة ضلع، نقش عليه بيتين من الشعر. وفي النصف الثاني من القرن العشرين تمت سرقة هذا الجرن وهو الآن موجود بمتحف فيكتوريا في لندن.
ثانياً : قلعة حماة الأثرية
قامت البعثة الدنماركية بأعمال الحفر والتنقيب عن الآثار في قلعة حماة بين عامي ( 1931 - 1938 ) م برئاسة العالم الأثري
( هارولد انكولت ) وتم الكشف حينها عن ( 13 ) طبقة في القلعة وكل طبقة تمثل عهداً تاريخياً.
تعود الطبقة الأكثر قدماً إلى العصر الحجري الحديث ( 6000 ) ق.م وتمتد هذه الطبقات إلى الطبقة الحديثة في القلعة والتي تعود إلى العصر المملوكي.
الحدود الجغرافية لقلعة حماة :
- من الشرق حي بستان السعادة.
- من الغرب حي المدينة.
- من الجنوب تل الباشورة.
- من الشمال حي باب الجسر.
______
شرح : منجد منصور